آن لي قبل رحيلي من حياتكِ
وقبل أن أودعكِ
وقبل أن أودع العالم بأسره
آن لي أن أطبع قبلة أخيرة
على جبين ذكرياتك
على شارعنا الذي كم حضننا سويّا
على رنة هاتفك
حينما تدغدغ همسات
أوتار قلبي على عنفوان شبابك
القاطن بحضني على خيوط الأمل
التي كثيرا ما تسامر أوجاعي
على بقايا ضريحٍ
لعاشق يهوى العذاب
يهوى السكوت بحضن الموت
وبدموع حزن
يفرح كلما غطت العيون
آن لقبلتي أن تلامس شفتيكِ
تخيليني وأتركِ العنان لخيالك ِ
وأنت ِ تقرئين هذه الحروف
أغمضي عينيك واسرحي معي
روحي تخاطب روحك
إني أمامك ِ ألامس خديك ِ
ماذا تشعرين ؟
باردة ً يداي كالثلج
ساعة الموت قد حانت
اقتربت
لا تفتحي عيناكِ
يا لحلاوة ثغركِ يا حبيبتي
أجمل من طعم الشهد
مررت لك قبلتي الأخيرة
شاء قدري أن تكوني
معي من بعيد !
وأن تكون قبلتي
بين أوكار حلم الورق
سأرحل من الدنيا إلى الأبد
وبعد الموت يطويني
الدهر بين جوانح النسيان
ويغيب عنكِ طيفي
تذّكري وصيتي
أفتحيها
ستجدين في حضنها قبلتي
الطيفي طبعتها على ضوء القمر
وهمساتي تناجيكِ
تناديكِ باسمكٍ الجميل
الذي أطلقته عليكِ
(( سيسيليا ))
وسأظل معكِ
حتى وأن صادفتِ غيري
لأن حبي كان ولا يزال صادقا
بقى سطر أخير بآخر وصيتي
عندما تجف قبلتي
زوري قبري وقبّلي ترابه
حينها ستعدين الحياة لشفتيكِ
همسه قدريّه
ملكة حروفي وأميرة ورقتي
منذ رحيل أغلى البشر في دنيتي
وفراقك ِالذي قتلني
مصائب الدنيا تعانقني بحرارة
وها هو شبح الموت يتقدم
ما أطلبه منكِ أن تغفري زلتي
الوداع أيها الوطن الدافئ