مع قطرات الخريف المتساقطة
ومع حبات الرمل الرطبة
ومع زقزقة العصافير الخائفة من المطر
ومع ضحكات الأطفال
المتعالية فرحا بهطول المطر
رأيت عيناك الخائفتين مني
رأيت فيها شوارع الأسئلة
رأيت فيها صرخات
وعويل كل النساء الثكلى
رأيت فيها دروبا من طرقات الهوى
جلست في أحضانك أتغنى بمحاسنك
رأيتني فطرت فرحا
ثم قبلتني على خدي فأمطرته قبلا
من رحيقك البلسم
ساحرة أنتي يا من تملكين آهاتي
وتزرعينها بين ضلوعك
فتعزفينها أنغاما
تخرج من بين أناملك
على قانون الغرام
وقيثارات الهوى
وكل قيثارة تعزف
وكأنها بلابل الحديقة الغناء
فصوتك يا سيدتي خرير ماء
وسط الواحة الخضراء
فينتاب في داخلي حب يملاء كياني
فتعانقيني كحبيبة تعانق حبيبها بليلة زفافها
وتعلقيني كطفلي رضيعة تتشوق إلى حليب أمها
وتفتحين ذراعيك وتضمينني إلى حضنك الدافئ
إلى مروجك إلى سحرك الرباني
وكأنك تقولين أقبل أيها الفتى أيها الشتاء
كن حملا وديعا بين أحشائي
أيتها الجميلة المرطبة شعرها ليل نهار
النائمة بين أحضان الطبيعة
يا من تطلين على من الأفق
وكأنك لؤلؤة تتلألأ في وسط الصحراء
بفضل بركات رب السماء
يا من تأسرين كل من يراك
يا جنة الله على أرضه يا غــــــراء
يا حبيبتي
يا صلالة يا خضــــــراء