أيها الفتى الغارق
ببحر حزن الشتاء
المغلوب على أمره
كفاك اغتصابا للزمن
كفاك التنحي
لحرية الحرمان بقلبك
فليس لي أن أرسم
لك دربا بعيدا عن وطن حزني
ليس لي أن أرحل بعيدا
عن وطن محبو بتي
فهل تستطيع
أن تكون رجلا آخر
يرفض الرومانسية
المتأصلة بدمي وعروقي
النائمة على سواد عيني
المناضلة بسيف حرماني
حينها ستدرك يا سيدي الصغير
أن أيامي التي شابت
بسبها كل شعره من
شعرات رأسي
والدموع في آخر الأمر
هي المراسي
التي تستقر عليها شرفات أيامي
سيدي
حاول مجاراة قلمي
والأخذ بثأري
من كل نساء الأرض قاطبة
وتأكد يا سيدي
إن الشتاء قد قارب على الانتهاء
من الحياة فلا تقف بعيدا
وداوي جراحي
ولا تكن هائما مثلي
لا لا تكن رجلا مهزوما
ودع ألحان حزنك هي قوتك
في دنيتك وتذكر شيئا واحدا
إن أوطان الحزن
في أحشائي ستنتهي قريبا
إن فكرنا بحرّيات الفرح
ذاك جزء من كلام
كبير قادم بلا فائدة
راحل من عبق ريح البحر
راحل ودمعي يملا الساحل
راحل ودمعي يملا المراحل
راحل وقلبي يكره مد البحر
بخطبي أناديك
وبحزني الذي قرر
القدر موعدي معاه
ومزق شريان عاطفتي بهواه
فكل ألحاني
التي نادت لها وحدتي
تناديها بغربة أقلامي
رغم قوة علاقتي
رغم قوة عناقي
رغم الألم بمخدتي
حبيبي
كان الزمن هو مفتاح لقانا
وصار هو قفل غربتنا
فلا تحزن على رجل مزقه الحنين
فمن الحنين سحر أحرف الغرام
لتنساق لك رغم وحدتي بليلي
المعانق لطول خطوتي
أمشي والدموع
هي أغنيتي الجديدة
بزمن انتهت فيه الأغاني الجميلة
فبعد رحيل 00 حليم
من سيعانق كلامي الحزين
وبعد غياب هاني الأمير
القابع بمكانه الأخير
من سيرسم لك صدق الحنين
تصور
كرهت كثر حزني
كرهت الآه بكتاباتي
كرهت حتى أنفاسي
كرهت الليل الأسود
كرهت البحر الأسود
كرهت الشعر الأسود
تخيّل
صرت لا أحب النهار الأبيض
صرت لا أحب البحر الأبيض
صرت لا أحب الشعر الأبيض
أراك تقول ما الذي يريد قوله
نعم أريد منك
أن تنسى وطن السعادة معي
لتعشق فيني شيء جديد
غروري وكبريائي
ساعة الحائط تهتز
الثالثة فجراً
وأنت لا تزال معي
تمسح أدمعي
وهي لا تزال معي
تزيد أدمعي
وأنا لست مع أحد
انتهت أدمعي
تفصلنا مسافات في كل شيء
مسافة في غرامنا
مسافة في حبنا
مسافة نظرات عيوننا
مسافة حتى بكلامنا
ومن كاسات خمرنا
ومن دوار بحور شعرنا
الساعة لا تزال الثالثة فجراً
والوحدة تحضنني سعيدا بها
سعادة الطفل الرضيع بأمه
سعادة العاشق لمحبوبته
سعادة الأطيار بروضتها
نعود إلى بداية كلامي
الساعة لاتزال الثالثة فجراً
وبردوه المكان تجعلني أنتعش
تريد مني أن أفرش
ولكن أين المفرش
وهل به سمك القرش
وهل تحمل معك أي قرش
الشتاء بقلبي يأسرني
والصيف في أوردتي يقتلني
عندما تحمل عني عناء ذكرياتي
أن أمكن لك الزمن مأمني
تذكر
أن الساعة لا تزال الثالثة فجرا
ظلم وكلام ع الفاضي
ومن سيحكم ومن القاضي
ومن الظالم ومن الجاني
أنا أم من رماني
لقد ضاع رمّاني
بنفس المواني
والساعة لا تزال الثالثة فجراً
أنت معي في أقلامي
في رسمي.. ودفاتري
في يدي 00 ومعصمي
في ضحكة أطفالي
تصور الساعة لاتزال الثالثة فجراً
تنتهي الورقة تلو الورقة
نمر بنفس أزقه العنب
والريح تلعب بالثريات
نرسم خطواتنا بالذهب
ومن رحل ومن أقترب؟
عندها ستدرك أن
الساعة لا تزال الثالثة فجراً
قد يمهلني القدر
لتقرأ آخر كتاباتي
وقد يأخذني وتصير أوراقي
حبيسة أدراجي
ولن تنتهي ماساتي
عندها لن تعرف أن
الساعة لا تزال الثالثة فجراً
حبري يزيد على الورقة
وكوب الشاي
شيء في فمي
وشيء على طاولتي
ويدي المرتعشة تملا به همستي
رغم ما مضى من الكتابة
لا تزال الثالثة فجراً
استهتار بالوقت
وعمري الذي فات
قيل لي مات
والثعلب فات00 فات
وتصرفات القدر
وحرمان الشعر
ووميض الفجر
خيوط تنعي سحر العمر
اتضح لي أني أكذب
الساعة عدت الثالثة فجراً
ووجب الرحيل
وكل ما مضى
كلام في كلام
لا هو ملام
حرام 00 حرام فبعد كل ذلك
لا أعلم 00 لا أعلم
أن كانت عدت
الساعة الثالثة فجرا
أم أنى أحلم