هذه رسالة مني إن شئتِ مزقيها
أو ألقي بها في سلة النسيان
مثلما ألقيتِ بي اليوم
أكتب حروفها
التي تنتهي صلاحيتها
فور انتهائك من القراءة
فهذا الحب الذي جعلنا أشخاصا
مختلفين عن بقية البشر
كلا حسب عجرفته وثقافته وغبائه
أو ربما غبائي أنا الذي شرب
كثيرا منكِ
متناكرين
حتى إننا صرنا نريد أن نعرف
ما الذي حدث بحبيب الأمس
أخطها لنفسك وقبلها لنفسي
المتمردة على عنادك وهي تتنفس
من وريد الذكرى
ولتتلاطم أمواج العذاب
بأمواج الحنين على
شاطئ الحكاية
لتندثر مع التبر الأصفر الذي
لا تاريخ ولا إطلالة له
فذاك الطير الأليف المغرد
ذبحه هجرك يا حبيبتي فخذيه
وأقتلعي ريش حنانه الباقي
وأنثريه فوق سراب العشق واسكبي
دماء دموعه على حدود
أوطاننا الغريبة قبل انزلاق الشفق
إذن لابد أن تتنفسي الآن وبعمق شديد
وبعد ذلك اسألي الحب
عن المحب الذي أظناه الهجر
كيف إنه يظل يرقب منكِ كتابا
أو حرفا يخرجه بسلام
دون نزيف الكلمات
وتجف العروق بالانتظار
دون جدوى
ويمل الفجر انتظار الإشراق
ويمل السحر رحيل الأحداق
وأراني أخاطب نفسي
قبح الله الحب
إن كانت بدايته أفراح عارمة
ونهايته دموع حارقة
فحياتي يا سيدتي
مسلوبة الحرية
مسلوبة الاستقرار
وقد أوقعني عنادك
في براثن الألم
أتقلب ذات اليمين أرى صورتك
ذات الشمال أسمع صوتك
وظنون تقترف بي
هناك حيث لا رحمة
بوطن ليس فيه سكان سواي
فأنا الراعي الذي يجول
بعاطفته في ساحة الغرام
وأنا السلطان
الذي يحكم على خادمه ( قلبه )
بالموت دون شفقه
وتنتهي بذلك أسطورة كتاباتي
بين حصار العذاب وبين فرحة
الألم الخالد
بعد أن كنت أظن
إن الحب شيء أزلي
يبقى إلى أن تفني البشرية
وبات لي شيء وضيع
لابد من فصله من عمق صدري
حتى أستطيع التنفس
هذه المرة أنا بعمق
فارقدي فقط بعيدة عني قريبة مني
حتى تجدد الأحزان بقلبي وكلماتي
((سيد الحزن 2004))