جميلتي السيب

حين كنا صغارا
كانت الشمس تدغدغ ضفائرها
وترسم على سطح البحر بسمتها
كانت النسمة تلاعب صغارها
وبين سكك حواريها
تقام مأدبة براءتها
حين كنا صغارا
نقهقه كثيرا على مراكب موانيها
نداعب رمال شوا طيها
ومن أصداف الجمال
يعكس القمر حكاية عشاقها
دما اسم قديم يحاكيه تاريخها
سلسلة عشق يرويه سكان أحبتها
صباح الخير.. جميلتي السيب
صباح يعانق الحبيب
صباح طيور النوارس تزقزق
على البحر في حب تناغيه مآقيها
صباح زحمة العُرس بأحضانها
يضاحكها قاصيها ودانيها
يتودد لأسواقها
يسامر ليل قمرها
وسكون يرفرف بآخر سواقيها
حين صرنا كبارا
نقف على أهداب سحرها
نصمت كثيرا
نتكلم كثيرا
نكتب الشعر
نغازل حبيبة تسكنها
وأم تعطينا عطر معانيها
نعرف معاني الجمال بأماكنها
و على البحر ألقيت
تحفة ربانية رسمها على الماء
رب عالم بمكنون ضياءها
جميلتي السيب العذبة
الحسناء الشرقية العربية
في حضن مسقط تنام هادئة
كجوهرة وسط لؤلؤة راقيه
يحاكيها عبق من زمن تاليها
دما تغنّيه على أنفاس داوليها
وعلى تبرها أغنية
من زمن الطفولة
النائمة الحالمة بشرودها
تزقزق فيها الطيور كل صباح
وفي المساء تعود لدفء أعشاشها
تنام عاشقة لطيفها
حكاية متكررة كل يوم
منذ سالف أزمانها
حكاية صيّاد يعانق كل لحظه
بحرها الدافئ ورمالها
يغني بكل رضا قسمة رب عادل
يبسط الأرزاق على أهلها
يعود الطير للغناء على دفة مراكبها
وفي الجانب آخر قصة يتناقلها
أهل العلم والدين في مساجدها
حكايات تآلفت بشخصياتها
بالحب عاشوا
وبالحب ماتوا
حكايات سكان تنفسوا الحب
بين رُبى تلالها
ونجوم تتراقص كل ليلة
بسمائها تسامر أمواجها
ونسمة العطر ينتشي بها زائرها
حين يتجول بحواريها
حبيبتي السيب
أغنية جميلة تعزفها الطبيعة
على أوتار أمطارها
وإيقاع أوديتها
أغنية ترددها القلوب والشفاه
بعمان الغالية وغلمانها
أغنية شعب قدم الولاء لسلطانها
وبالحب يرفع رايات الطاعة
ويبني أمجاد أراضيها
27\4\2010