حضورٌ مسلوبُ الوفاءِ
أماني تجمعُ ما تُلقيهِ السماءُ
الكلُ يُدمِنُ الاختفاءَ
يُدمِنُ التنحيَ والتوجُسَ والارتماءَ
الكلُ يقفُ هنا مع البكاءِ
الغيابُ يُطيلُ قراءةَ قولِ الشعراءِ
يحفظُ بكائياتِ ومرثيةِ الأمراءِ
الغيابُ يجمعُ الدموعَ في حضنِ الأمومةِ الشمطاءِ
يحتسي الصمتَ عند كثرةِ الثرثرةِ والارتواءِ
يطوفُ بشراعٍ دمرتهُ العبوديةُ الرًقطاءُ
من هنا سيدي الغياب تَمَهًل
من هنا تَرجَل
من هنا لا.. لا من.. قف مع الأجَل
من هنا أطِل التوجسَ
أطِل المرورَ ..
رفقاً سيدي أصابني الإعياء
على مغالطاتِ الغِلمان
سقطت الراياتُ
أسقطتها العواصفُ الهَوجاء
صراخٌ يعلوهُ الصبيةُ
وصراعٌ محتمٌ بين الفِتيَةِ
حكاياتٌ تكتبُها الأمواجُ الزرقاءُ
على رمالِ شاطئِ متعبٍ من السفرِ
وسفرٌ يقيمُ مأدبةَ عطرٍ
للرحلةِ القصيرةِ للراحلةِ القصيرةِ
كُلُنا في الحبِ جبناءَ
كُلُنا في الغيابِ أدباءَ
كُلنا في الشعرِ أُمراء
كُلُنا في الحزنِ أُمَناء
كلُنا يا من تستسلمون للغيابِ
نلبسُ نفسَ الرداءِ
ركبُ الليالي يمرُ علناً
يهزِمُ فينا أمنيةَ اللِقاء
يشطِرُنا .. يعذِبُنا
يُعرينا عصوراً ونحنُ كالُبلَهَاءِ
ننسجُ الشعرَ والقصائدَ
نكتبُ القِصصَ ونرسمُ على الورقِ
مسرحاً بسيطاً للبُسَطاءِ
للترحالِ في قوافِلِنا أحصنةٌ
مسرّجةٌ تقودُ ضوءَ القمرِ للوراءِ
حيثُ الخيالاتٌ تزهو بنفسِها
والذكرياتُ عاشقةٌ لروحِها
والأمنياتُ تتداخَلُ شياطينُها
تجري مع الأهواءِ
والغِيابُ لا يزالُ في قمقمهِ
يطيلُ الارتخاء
يشعلُ لهيبَ البطولاتِ
في أفكارِ الأمواتِ الأحياءِ
يجُرُنا معهُ للوراءِ
حتى نصيرُ أشَلاء
27\4\2010