سأنبري حولَ أماني الحمى
وأحاولُ جاهداً العَبث
حولَ طحينِ الجُنونِ
المفعمِ بالتساؤلاتِ
حدثتني الأماني
صرخت بوجهي التقاليدُ
ونادتني الصفاتُ الحميدةٌ
يبدو أني مصابٌ بالجنونِ
وفوق الجنونِ مساماتٌ
تختفي في ذاتي
مضيتُ طويلاً بشارعِ ِ الليلِ
مضيتُ وخطواتي أصابتها الشيخوخةُ
وتدبُ أقدامي يميناً ويساراً
وإرهاصاتٌ تختنقُ بين بلعومِ الكلام
و نظراتِ السخطِ في قوافي التساؤلاتِ
حروفي مصابةٌ بالزُكام
تدورُ حولها نقاطُها
استدارةً كاملةً
وفي مكتبتي الكثيرُ من الكتبِ
وعلى غلافِ كلِ كتابٍ كُتِب
الكلماتُ مصابةٌ بإعياءٍ شديدٍ
فهي مجازةٌ اليومَ عن القراءة
أغلقت المكتبةُ …
وبجانبي جريدتي
شعرتُ بشعورِ رعشةٍ تسري فيها
كلُ الأحرفِ تتصببُ عرقاً
الطاولةُ أصابتَها عدوى الحمى
بَدَت تهذي بدونِ أسباب
قالت ( أيها الباكي أحمقٌ أنت))
نظَرَ لها بتأففٍ
ولاحَ في بريقِ الجدارِ
اهتزازٌ خفيف
كانت الحُمى تنتقلُ من الطاولةِ للجدارِ
حدثني قائلاً
ألا أجدُ لديكَ حبةَ أسبرين
أشعرُ بصداعِ ِ الإسمنت
وصراخٌ يرعشني
هلا صببتَ قليلاَ من الماءِ الباردِ جداً
على مساماتي حتى تقلَ حرارتي
صببتُ الماءَ” حتى كلّ متني”
“ولما كلّ متني” .. الحمى أصابتني
ومن هنا كان لابد لي أن أرحلَ بعيداً
عن عدوى أنفلونزا الجدارِ فهي مميتةٌ جداً
رحلتُ (لا أعلم من أين ولكني أتيت)
وسأبقى حيثما ينال الوجدُ
أحرثُ محراثَ السًقم
أحاديثَ مع النفسِ تختلط
وحمى الجدارِ تقتربُ من الأرضِ
تنهشُ كلَ شجونِ الوحدةِ
حتى خرّ صريعاً
مصاباً بأنفلونزا الجدارِ
20\7\2009