ذهب الليل الكئيب وحلّ موعد الحبيب
ذهبت الوحدة والألم وحلّ ريح الصبا ورقة القلم
تبني في حبه ألوانا من العشق الرباني
لتسحر قلوب الحالمين ليسرحوا
معه بأحزانهم وأفراحهم ،
أتى بخيوطه يدغدغ سطح البحر ويداعبه
ويلامس الشواطئ بحنيته
ليرسم لوحه تفوق كل من أبدع
في الرسم يوما
وليعزف لحنا شجيا تتمايل معه القلوب طربا
فنجد على إثره الأشجار تتغنى
مع الطيور،وزقزقتها المسبحة الشاكرة
للرب الذي وهبها نعمه الحضور
معه والرقص على أطراف خيوطه
فطائر النورس يحلّق على البحر
فارداً جناحيه بنشوةٍ تامة والبحر
مع النسيم العليل يداعب رمال الشواطئ
تارة يتقدم ببطء تام
وتارةٍ يرجع من حيث أتى
أي سحر يفوق ذلك العبق الرباني
المنتشر في كل مكان وضحكات
الأطفال تتعالى بكل زمان وأوان
والبراءة تطلّ من عينهم التي تجهل المصير
فكل ما يعرفونه العفوية
أما أنا فتسحرني خيوطه الذهبية
مع إطلالته البهية ودفء شمسه
المتدفقة مع إطلالة الصباح المشرق
على الجسم بحنيّه
إشراقه تجعل قلمي يطير بسعادة
لم يعهدها من قبل وحتى بقمة عشقه الخالد
الذي بات يعرفه الجميع
وما قاسيت فيه من عذاب وآهات بات هو
حبيبيي القادم بقوة بعيدة المدى
ليرد لي الروح ويذهب عنى الجوى
فمن لم يعيش تلك اللحظة ما عليه
إلا إن ينتظره ساعة قدومه وينظر
إلى الشمس عند الشروق
سيجد كم إن قلمي الذي وصفه لم يصل إلى
ربع الوصف من الحقيقة
فهو كل معاني الحياة القادمة
بروح الحاضر المتفائل بروح التجدد
بروح التدفق نحو الأمل ،
ومن عاش معي تلك اللحظة لأحس بتدفق الدم
بأوردتي فهو عشق خالد
من سحر رب العباد على كل العباد